Selasa, 31 Oktober 2023

الشك بخروج البول لا يلتفت إليه

الشك بخروج البول لا يلتفت إليه
رقم الفتوى: 139333

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 1-9-2010 م
 79696  0  274

السؤال

أنا بفضل الله لا أريد أن أدخل في الوسوسة، وقد نجاني الله منها بعد عناء طويل، ولكن لدى سؤال أريد حكمه : أحيانا أشعر بنزول بول، ولكن لما اشتد الإحساس يكون هناك شيء طفيف جدا على رأس القضيب شيء طفيف ولا يكاد يذكر، المهم أني في يوم أحسست بذلك ولم أجد على رأس القضيب شيء لكن وجدت على الفنيلة الداخلية شيئا بسيطا ولا أعلم هل هو بول أم أنه من الملابس الداخلية، لا أعلم ما يؤرقني أني جاهدت نفسي حتى لا أوسوس ولمست ذلك المكان بيدي، قلت لا أثر لشيء وتعاملت مع الموضوع عادي ولكن الآن أنا أخشى أن يكون أثر بول طفيف. فما العمل في ما مسته يدي من أشياء خاصة، وأني تعمدت لمس كل الأشياء بعد لمسي لذلك الموضوع حتى تتكاثر تلك الأشياء ويصعب على تطهيرها كلها فلا أعلم هل أنا على صواب أم لا لأن الأشياء كثيرة كمبيوترى مفاتيحي سيارتي كل شيء. رجاء الإجابة على سؤالي بصورة محددة. وأنا بفضل الله تصفحت موقعكم فيما يخص المسألة ولكن أريد جوابا يكفيني الوسوسة بفضل الله قبل رمضان.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيبدو أنك لم تتخلص من الوساوس تخلصا تاما، والذي ننصحك به هو أن تستمر في مجاهدة نفسك وأن تعرض عن كل هذه الوساوس، وأن تعلم أن الاسترسال مع الوساوس يجلب عليك من العناء شيئا كبيرا، ويفتح عليك بابا عظيما من أبواب الشر، فإذا شككت في خروج شيء من البول فلا تلتفت إلى هذا الشك، ولا تفتش إلا أن حصل لك اليقين الجازم بأنه قد خرج منك شيء.

 وأما المسألة التي سألت عنها فما دمت شاكا في هذا الذي وجدته على ثيابك هل هو بول أو لا؟ فالأصل هو الحكم بالطهارة فلا ينتقل عنها إلا بيقين إن ما كان على ثيابك بول، وعليه فلا تشغل نفسك بهذا الأمر وأعرض عما يعرض لك  من الوساوس بشأنه، وكذا سائر الوساوس التي تعرض لك فإنه لا علاج لها أنفع من الإعراض عنها، وانظر لمعرفة كيفية علاج الوساوس الفتوى رقم: 51601.

 والله أعلم.

Senin, 30 Oktober 2023

حكم من شكت في الدم هل هو حيض أم نزف جرح

حكم من شكت في الدم هل هو حيض أم نزف جرح
رقم الفتوى: 256420

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 7-6-2014 م
 25051  0  162

السؤال

قرأت في موقعكم أنه عند كثير من العلماء لا يجب عليها الغسل، بل هي مخيرة عندهم في أن تعطي هذا الخارج حكم أحد الأشياء المشكوك فيها، وهذا الحكم عند الشك في خروج المني، أو سوائل أخرى، فهل هذا الحكم يصدق أيضا في من شكت في الخارج منها من أحد السبيلين مثل: رؤية أثر أصفر في الملابس، والشك بين المني والغائط، أو الشك في أثر أحمر في الملابس بين الحيض أو أنه من دم جرح من غير السبيلين، أو أن هذا الحكم يخص فقط خروج السائل من القبل -جزاكم الله خيرا-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

ففقهاء الشافعية إنما نصوا على هذه المسألة في من شك في الخارج منه هل هو مني أو مذي، فيتخير بينهما، ويجعل له حكم أحدهما، ولم يتكلموا بحسب اطلاعنا على من شك في الخارج هل هو خارج من القبل أو الدبر، ولكن مقتضى تعليلهم أنه يتخير فتبرأ ذمته بأحد الأشياء التي شك فيها، ويبقى الآخر مشكوكا فيه، فلا يلزمه شيء، قال في شرح الزبد: من يشك في الخارج منه هل هو مني أو مذي؛ لاشتباههما عليه خير بينهما، فيجعله منيا ويغتسل منه، أو مذيا ويتوضأ منه مرتبا، ويغسل ما أصابه؛ لأنه إذا أتى بمقتضى أحدهما برئ منه يقينا، والأصل براءته من الآخر، ولا معارض له. انتهى.

وعلل القول بالتخير في شرح الوجيز بقوله: لأن كل واحد منهما محتمل، فإذا أتى بموجب أحدهما وجب أن تصح صلاته؛ لأن لزوم الآخر مشكوك فيه، والأصل العدم. انتهى.

وهذا التعليل ينطبق على ما إذا شك في الخارج هل هو مني أو شيء خارج من الدبر، وإن كان وقوع هذا مستبعدا

وأما من شكت هل ما رأته من دم الحيض أو لا؟ فإن الأصل أنها لم تحض، فتبني على هذا الأصل حتى تتيقن رؤية دم الحيض.

والله أعلم.

Minggu, 29 Oktober 2023

حكم من أصابه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟

حكم من أصابه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟
رقم الفتوى: 436651

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 4-3-2021 م
 11147  0  0

السؤال

إذا أصابني براز أو بول طير، ولا أعلم نوع هذا الطير. هل مما يؤكل لحمه أم لا؟ فما حكم هذا البراز أو البول من حيث النجاسة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فقد بينا في الفتوى: 234073. حكم فضلات الطيور من حيث النجاسة والطهارة، لكن ما دمت لم تتيقن من أن البراز أو البول الذي أصابك من طير غير مأكول اللحم؛ فالأصل الطهارة، ولا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك في نجاسته، إذ لا بد من اليقين الجازم أن هذا الذي أصابك نجس. 

قال المواق في التاج والإكليل على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول المؤلف: لا إن شك في نجاسة المصيب. قال الباجي: وإن أصاب ثوبه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟ فليس فيه نضح ولا غيره. انتهى.

ولمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى الفتاوى: 289117، 209881، 108853.

والله أعلم.

Selasa, 24 Oktober 2023

حكم الصلاة في مكان سقط فيه ريش طيور

حكم الصلاة في مكان سقط فيه ريش طيور
رقم الفتوى: 229888

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 2-12-2013 م
 14371  0  254

السؤال

فضيلة الشيخ: ما حكم الريش الساقط من الطيور سواء كانت حماما أو غرابا وسواء كان حيا أو ميتا؟
هل يعتبر نجسا لو صليت وهو علي أو صليت في مكانه متعمدا أم يعتبر نجسا؛ لأنه كالميتة مثلا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:         

 فالريش الساقط من حيوان مأكول اللحم كالحمام مثلا, طاهر عند جمهور أهل العلم، سواء سقط في حال حياته, أو بعد مماته.

  جاء في المجموع للنوويإذا انفصل شعر أو صوف، أو وبر أو ريش عن حيوان مأكول في حياته بنفسه، أو بنتف. ففيه أوجه: الصحيح منها وبه قطع إمام الحرمين، والبغوي والجمهور أنه طاهر. انتهى.

  وفي الموسوعة الفقهية أيضا: ومذهب جمهور العلماء - في الجملة - طهارة ريش الطير المأكول إذا مات. انتهى.

 وإن كان الريش ساقطا من حيوان غير مأكول اللحم كالطيور ذات المخالب مثل النسر, فهو طاهر عند الحنفية، والمالكية سواء كان حيا أو ميتا، فهم لا يفرقون بين الطير مأكول اللحم من غيره, خلافا للشافعية والحنابلة.

  جاء في الموسوعة الفقهية: أما الطير غير المأكول فمذهب الحنفية والمالكية في ريشه، كمذهبهم في ريش الطير المأكول أنه طاهر. وذهب الشافعية والحنابلة إلى نجاسة ريش الطير الميت غير المأكول. قال في المغني: وكل حيوان فشعره - أي وريشه - مثل بقية أجزائه، ما كان طاهرا فشعره وريشه طاهر، وما كان نجسا فشعره - ريشه - كذلك، ولا فرق في حالة الحياة وحالة الموت. انتهى.

 وفي المجموع للنوويإذا جز الشعر والصوف، والوبر والريش من حيوان لا يؤكل، أو سقط بنفسه، أو نتف فاتفق أصحابنا على أن له حكم شعر الميتة؛ لأن ما أبين من حي فهو ميت، وحينئذ يكون فيه الخلاف السابق في شعر الميتة، والمذهب نجاسته من غير الآدمي، وطهارته من الآدمي. انتهى.

وبخصوص الغراب فتارة يكون محرم الأكل, وتارة يكون مباحا، وقد سبق تفصيل ذلك في الفتوى رقم: 110664

وتصح صلاتك  في موضع سقط فيه ريش, ولو حكمنا بنجاسته, فهو جاف، وبالتالي فلا تنفصل منه نجاسة في المكان الذي سقط منه.

أما إذا صليت بريش نجس, فإن كنت عامدا، عالما بوجوده، فصلاتك باطلة تجب إعادتها، لفقد شرط من شروطها وهو طهارة الخبث.

وفي حال ما إذا صليت بتلك النجاسة جاهلا أو ناسيا، فلا إعادة عليك بناء على ما رجحه بعض أهل العلم, كما تقدم في الفتوى رقم: 6115.

والله أعلم.

Selasa, 17 Oktober 2023

حكم الحركة في داخل الذكر والوسوسة في الطهارة

حكم الحركة في داخل الذكر والوسوسة في الطهارة
مدة الملف
0:00:00
حجم الملف :
1531 KB
عدد الزيارات 12991

السؤال:

شخص حائر! حيث أني عندما أتبول وأتوضأ ثم أصلي أحس بخروج شيء من ذكري، ولو فتشت عن ذلك لوجدت أنه قد خرج بعض البول، فما الحل؟

الجواب:

لا شك أن الله -عز وجل- من حكمته أنه جعل للبول والغائط ما يمسكه من الأعصاب القوية التي تشد عليه حتى لا يخرج منه شيء، لكن قد تصاب هذه الأعصاب بمرض فتسترخي فيخرج البول، إما باستمرار، وإما في وقت دون آخر، وقد يكون الإنسان نفسه هو السبب في ذلك، فإن من الناس من إذا انتهى من البول أمسك مجاري البول من عند الدبر إلى رأس الذكر يسلتها سلتاً، ومن الناس من يبقى يتعصر حتى يخرج آخر قطرة من البول، وهذا غلط، حتى وإن كان بعض الفقهاء يقولون: إنه يسن السلت والنتر فإنه قول ضعيف، بل هو بدعة كما نص على هذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وكما هو ظاهر من السنة، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- ما حفظ عنه أبداً أنه يسلت مجاري البول من عند الدبر إلى رأس الذكر أبداً، ولا أنه يتعصر وينتر الذكر أبداً، لكن بعض الناس يفعل هذا؛ إما تقليداً لقول من قاله من الفقهاء وإما لأنه يتوهم أنه إذا لم يفعل هذا يبقى البول في ذكره، وهذا غلط، إذا بال الإنسان فليغسل رأس الذكر فقط وكفى، ولا حاجة لأن يعصر القصبة أبداً ولا يحركها، بل يغسل رأس الذكر الذي أصابه البول، وينتهي كل شيء، لو اعتاد الإنسان هذا لما حصل له هذا المرض الذي تسبب له هو. فنصيحتي لهذا الأخ: أن يعرض عن هذا، ولا يلتفت إليه، ولا ينتر الذكر ولا يسلته، بل يدعه على طبيعته، فإذا خرجت آخر نقطة غسل رأس الذكر، ربما يحس الإنسان بحركة في ذكره، فليس عليه أن ينظر؛ لأن بعض الناس إذا أحس بحركة أرخى سراويله وجعل يعصر ذكره من فوق، إذا عصره فلا بد أن يخرج شيء، لكن دعه ولا تلتفت له، حتى إن بعض العلماء -رحمهم الله- قال: إنه في هذا الحال إذا ابتلي بهذا الوسواس يرش على سراويله الماء من أجل إذا فكر أو شك يحمل ذلك على هذا الماء، لكن نحن نقول: لا حاجة لهذا، هذا تكلف، أعرض عن هذا ولا تشتغل به ويزول عنك بإذن الله، ولا تذهب إذا أحسست ببرود في رأس الذكر أو أحسست بحركة في داخل الذكر لا تذهب لتنظر، دع هذا.

Senin, 16 Oktober 2023

قَيءُ الآدميِّ طاهر

قَيءُ الآدميِّ طاهر

قَيْءُالآدميِّ طاهرٌ، وهذا قولُ بَعضِ المالكيَّة، واختيارُ الشوكاني، والألبانيّ،وابنِ عثيمين
وذلك للآتي:
أوَّلًا: أنَّ الأصلَ في الأشياءِ الطَّهارةُ، فلا يَنقُلُ عنها إلَّا ناقلٌ صحيحٌ لم يعارِضْه ما يساويه أو يُقدَّمُ عليه
ثانيًا: أنَّه لم يأتِ دليلٌ صَحيحٌ على نَجاسَتِه، ولو كان نَجِسًا لجاء الشَّارِعُ ببيانِ ذلك؛ فإنَّه ممَّا تعُمُّ به البلوى

انظر أيضا:

  1. (1) القَيْء: الخارجُ من الطَّعام بعد استقرارِه في المَعِدَة. ((لسان العرب)) لابن منظور (1/135)، ((الموسوعة الفقهية الكويتية)) (34/85).
  2. (2) كابن رُشد، والقاضي عياض، وغيرهما، لكن مع قيْد، وهو ألَّا يشابِهَ أحدَ أوصافِ العَذِرة. يُنظر: ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/176)، ((منح الجليل)) لعليش (1/48).
  3. (3) قال الشوكانيُّ: (النَّجاساتُ هي: غائِطُ الإنسان مطلقًا، وبولُه، إلَّا الذَّكَرَ الرَّضيعَ، ولُعابُ كلبٍ ورَوثٌ، ودمُ حيضٍ، ولحمُ خِنزير، وفيما عدَا ذلك خلافٌ، والأصل الطَّهارةُ، فلا يَنقُل عنها إلَّا ناقلٌ صحيحٌ لم يعارِضْه ما يساويه أو يُقدَّم عليه). ((الدراري المضيَّة)) (1/27). وقال أيضًا مُتعقِّبًا القولَ بنجاسةِ القَيءِ والدَّمِ ونَحوهما: (الأصلُ في الأشياءِ الطَّهارة؛ فمَن ادَّعى نجاسةَ شَيءٍ من الأشياءِ، فعليه الدَّليلُ، فإنْ جاء بما يصلُحُ للنَّقلِ عَن هذا الأصلِ المَصحوبِ بالبراءةِ الأصليَّة، فذاك، وإلَّا فلا قَبول لقولِه). ((السيل الجرار)) (ص: 62).
  4. (4) ((تمام المنة)) (1/53-54).
  5. (5) قال ابن عثيمين: (القَيءُ على الصَّغيرِ والكبيرِ لا دليلَ على نجاسَتِه). ((لقاء الباب المفتوح)) (اللقاء رقم: 88). وسُئل ابن باز عن الدَّليل على نجاسةِ القيء، فقال: (ليس فيه شيءٌ واضِحٌ، وإنَّما قاسوه على الغائِطِ) ((اختيارات الشيخ ابن باز الفقهيَّة)) لخالد آل حامد (1/299).
  6. (6) ((السيل الجرار)) للشوكاني (ص: 62)، ((تمام المنة)) للألباني (1/53-54).
  7. (7) ((السيل الجرار)) للشوكاني (ص: 30).

Kamis, 12 Oktober 2023

اشتداد الشهوة والانتصاب ليسا شرطا في خروج المذي

اشتداد الشهوة والانتصاب ليسا شرطا في خروج المذي
رقم الفتوى: 126327

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 24-8-2009 م
 43959  0  317

السؤال

عندما أنظر لزوجتي أو في العمل إذا نظرت لبعض النساء لضرورة العمل حيث إن العمل مختلط معظمه فى بلادنا، أو تذكرت بعض أمور النساء شعرت بحركة وخروج شيء. علمت أن ذلك ربما هو مذي وطهارته غسل الذكر كله ونضح الملابس. ولكن فى العمل لا يصلح الاستنجاء بهذه الطريقة. ذهبت لدار الإفتاء لمناقشة فكرة الأخذ برأي الإمام مالك حيث إن الخارج متكرر كل يوم مرة على الأقل، وبالتالي يمكن الأخذ برأي عدم الاستنجاء من هذا الشيء المتكرر فقال لي الشيخ إن هذه مجرد حركة لا يلزم منها استنجاء لأن المذى حتى يخرج لابد من شرطين الأول شهوة كبرى، والثاني انتصاب. ومجرد النظر أو التذكر لا يصنع هذا، وبالتالي ليس علي استنجاء وضوء وأصلي مباشرة.هل ما قاله الشيخ صحيح أم أنه أفتى خطأ عندما علم صعوبة الاستنجاء بالغسل والنضح وستكون الملابس مبللة أمام الناس مما يعرض الشخص للقيل والقال أي هل ما قاله صحيح من عدم خروج المذى بهذه البساطة أم خدعني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم تتيقن من خروج المذي بل كان ذلك مجرد شك لم يلزمك الوضوء ولا تطهير المحل والثياب، فإن الأصل الطهارة وهي متيقنة فلا يزول هذا اليقين بالشك، وقد شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. متفق عليه. وانظر الفتويين: 119441،  68700

 ومن ثم فإنه لا يلزمك شيء إلا إذا حصل عندك اليقين بخروج المذي.

 وأما عن الأخذ بقول المالكية في الطهارة من الأحداث التي تعسر إزالتها، فلا شك في أنهم يقولون بالعفو عما يصيب البدن أو الثوب من الحدث المستنكح،  بولا كان أو مذيا أو غائطا أو غيرها، والحدث المستنكح هو الذي يأتي كل يوم ولو مرة، فلا يجب عندهم غسله ولا يسن. ولكننا قد ناقشنا هذا القول وبينا ما نراه راجحا في المسألة في الفتوى رقم: 114820.  وما ذكره هذا الشيخ من أن المذي لا يكون إلا مع الانتصاب والشهوة الكبرى ليس بمسلم، إذ الذي يخرج عند الشهوة الكبرى هو المني وليس المذي، كما أن العلماء قد بينوا صفة المذي وسبب خروجه بيانا مفصلا.

 قال النووي رحمه الله: واما المذي فهو ماء أبيض رقيق لزج يخرج عند شهوة لا بشهوة ولا دفق، ولا يعقبه فتور وربما لا يحس بخروجه ويشترك الرجل والمرأة فيه. انتهى.

 وقال في حاشية الروض في تعريف المذي: وهو ماء رقيق أبيض لزج، يخرج عند الملاعبة أو تذكر الجماع، أو إرادته، أو نظر أو غير ذلك، عند فتور الشهوة بلا شهوة، وربما لا يحس بخروجه، ويخرج عند مبادئ الشهوة، ويشترك الرجل والمرأة فيه. انتهى .

فدل قوله ويخرج عند مبادئ الشهوة أن اشتداد الشهوة ليس شرطا في خروجه وكذا الانتصاب بل متى حصل اليقين بخروج المذي لزم التطهر منه والوضوء، كما أن ما ذكرته من المشقة في تطهير المذي ليس بمسلم أيضا، فإن الشرع قد خفف في حكمه فاكتفي فيه بنضح الثياب كما هو مذهب أحمد رحمه الله، وانظر الفتوى رقم: 50657.  والنضح هو الرش، فلا يكون له الأثر البادي الذي يحدث معه ما ذكرته من القيل والقال، ولو فرض وقوع ذلك فإن الواجب على المسلم أن يستجيب لشرع الله تعالى ويحرص على امتثال أوامر الشرع، ما قدر على ذلك، وليس الخوف من القيل والقال عذرا يبيح ترك الطهارة الواجبة، هذا وقد بينا حكم الاختلاط في العمل بين الجنسين المشروع والممنوع في الفتوى رقم: 61092. وانظر أيضا الفتوى رقم: 122942.

والله أعلم.