Sabtu, 30 September 2023

لا عبرة بالشك لمن لم يتحقق بوجود البول في ملابسه

لا عبرة بالشك لمن لم يتحقق بوجود البول في ملابسه
رقم الفتوى: 126670

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 1-9-2009 م
 21413  0  548

السؤال

أنا شاب لدي مشكلة في زيادة الوزن، وبسببه أعرق كثيرا، وأنا نائم ولكن لدي مشكلة هي عندما أستيقظ من النوم في الليل أشم رائحة البول في ملابسي الداخلية دون وجود لأثر البول سواء رائحة أو بلل غير أنه يكون رطبا فاختلط علي الأمر هل هو عرق أم بول أفيدوني؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا لم تتحقق من وجود البول فإنه لا عبرة بالشك الذي ينتابك, والقاعدة الفقهية المعروفة: اليقين لا يزول بالشك. فالأصل هو طهارة الملابس, وهذا الأصل لا يزول بمجرد الشك في وجود البول, وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيمن شك في خروج الريح في الصلاة: ... لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا .. متفق عليه. فإن وجدت بللا في ملابسك بعد الاستيقاظ وشككت هل هو بول أو عرق فإنك تعمل بالقرائن، فما رجحته القرائن عملت به، ورائحة البول قوية ولا تخفى ولا يمكن أن تشتبه برائحة العرق, وما لم تكن قرينة ولم يترجح عندك شيء فالأصل طهارة الملابس لما ذكرنا .

والله أعلم.

مجرد وجود رائحة البول في الملابس لا أثر له

مجرد وجود رائحة البول في الملابس لا أثر له
رقم الفتوى: 59698

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 8-3-2005 م
 70681  0  419

السؤال

لقد قرأت الفتوى رقم 51173 وأنا مثل هذه الفتاة بالضبط هل طبيعي فعلا أن تجد المرأة دائما رائحة ملابسها الداخلية بها بول فهذا يحدث معي كلما شممت ملابسي أجد بها رائحة بول مع أني أكون واضعة مناديل كحفاض ومع ذلك أجد رائحة ملابسي الداخلية بها بول وهل أستنجي وأنضح ماء علي ملابسي وإذا شككت بنزول بول أقول لنفسي أكيد هذا الماء من أثر النضح لكن هل أشم الموضع أم لا لكي أتأكد من أنه نزل بول فعلا أم لا ومن أصابه الوسواس في الصلاة أصبح لا يركز خالصا وينسى كثيرا جدا جدا هل ركع أم لا وهل هذه السجدة الأولي أم الثانية فقد قرأت كثيرا عن هذا الموضوع في الفتاوى من الموقع لكن ما أريد أن اعرفه فعلا هل يسجد للسهو أم لا يسجد فمرة أقرأ في الموقع إنه لا بد أن يسجد للسهو ومرة أخرى قرأت في الموقع أن الراجح أن لا يسجد للسهو فما الصحيح بالضبط هل يسجد كثير الشك للسهو أم لا يسجد وأرجو ألا تحيلني على أسئله أخرى وأن حضرتك تجاوب علي مباشرة وجزاك الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي لك الإعراض عما تشعرين به من وسوسة، فإن الإعراض عن الاسترسال في الوساوس له دور مهم في السلامة منها.

ووجود رائحة البول في ملابسك لا يترتب عليه وجوب غسلها، ولا بطلان الوضوء ما لم تتحققي من وجود البول حقيقة، بدليل ما ثبت في الصحيحين واللفظ لمسلم: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.

قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها. انتهى.

ولا يلزمك الاستنجاء ولا نضح الملابس بمجرد وجود رائحة البول فقط من غير تحقق وجوده، لكن إذا خشيت بعد البول حصول وسوسة فالمستحب نضح الماء على الفرج والسراويل قطعا لتلك الوسوسة.

وكلام أهل العلم هنا موجود في الفتوى التي اطلعت عليها، ومن كثر منه الشك حتى صار كالوسواس لا يلتفت إليه ولا يلزمه سجود سهو، هذا هو الراجح من كلام أهل العلم كما ذكرنا في الفتوى رقم: 58257 إجابة على سؤال سابق.

واله أعلم.

حكم التفتيش عن وجود رائحة براز في الدبر

حكم التفتيش عن وجود رائحة براز في الدبر
رقم الفتوى: 299797

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 11-6-2015 م
 38031  0  228

السؤال

لدي مشكلة، وهي أنني في بعض الأحيان، وعندما أفتش مؤخرتي -عافاكم الله- وأشم إصبعي أجد رائحة براز بها، ولكن دون وجود أثر للبراز نفسه، وفي بعض الأحيان أفتش ولا أجد رائحة البراز.
والسؤال هنا:
أولا: هل يعتد برائحة البراز دون وجود البراز نفسه؟ علما أنها حالة مرضية تحدث لمن يكون لديه تلبك في المعدة أو سوء هضم.
ثانيا: هل يجب علي الوضوء لكل صلاة أم لا يجب؟
ثالثا: هل التفتيش عن وجود الرائحة في حد ذاته صحيح أم لا؟
رابعا: وإذا قلتم: لا تفتش. ماذا لو قلت لكم: إنني في بعض الأحيان أكون متأكدا بنسبة 95% أنني إذا فتشت سأجد هذه الرائحة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يلزمك ما تقوم به من تفتيش والبحث عن رائحة في الدبر, بل إن ما تقوم به غير صواب, وربما يترتب عليه وجود وساوس مستقبلا, وعلى افتراض وجود تلك الريح بدون أثر للبراز, فهي طاهرة, ولا يلزم غسل المحل, ولا الثوب منها؛ جاء في شرح العمدة لشيخ الإسلام ابن تيميةكريح الدبر فإنها طاهرة، واكتسابها ريح النجاسة لا يضر. انتهى.

كما لا يلزمك الوضوء لكل صلاة بسبب وجود تلك الريح, وننصحك بالإعراض عن مثل هذا الأمر, فإنه قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

والله أعلم.

الاستنجاء وتبديل الثياب من رائحة الغائط والرطوبة على الدبر

الاستنجاء وتبديل الثياب من رائحة الغائط والرطوبة على الدبر
رقم الفتوى: 435265

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 27-5-2021 م
 10450  0  0

السؤال

هذا السؤال يخص رائحة الدبر، فبعد قضاء الحاجة بفترة تكون مائلة إلى رائحة الغائط أحيانا، ولا أعلم هل تتولد تلك الرائحة بسبب بقايا غائط داخل الدبر، وتنزل مع الحركة والعرق أم ماذا؟ فأنا أجد صعوبة في إخراج بقايا الغائط، وأشعر أنه ما زال هناك بقية.
وأشعر بحكة بعد الاستنجاء، فأفتش، ولا أجد شيئا، وأوقات أيضا تكون هناك رائحة لا أعلم صنفها، وفيها نسبة بسيطة من رائحة الغائط أيضا، مع وجود شيء قليل من اللزوجة.
وأنا دائما قبل كل وضوء للصلاة أغسل تلك المنطقة، ثم أتوضأ، فهل يجب التطهر من الرائحتين، أم أتوضأ وأصلي دون أن أفتش عن تلك الروائح، ودون أن أستنجي منها؟ وهل علي تغيير لباسي الداخلي عندما يزيد العرق ويصيب اللباس أشياء كتلك، أم إن أمر اللباس يعفى عنه؛ نظرا للمشقة في تغييره كل حين؟ وقد كان عندي بواسير، وشفيت منها، وفي أغلب الوقت أشعر أن هناك هواء يخرج أو ماء بسيطا جدا، وعندما أتحقق لا أجد رائحة، وأجد رطوبة خفيفة فقط، ولا أدري هل هي من عرق المنطقة أم خرجت فعلا، فهل يجب الغسل من هذا قبل الوضوء والصلاة؟ أرجو من حضراتكم إجابة واضحة، وأن تهتموا بهذه الحالة؛ لأني حقا أعاني بسببها، وأرجو أن لا تحيلوني لفتاوى أخرى، فأنا أريد أن أصلي على طهارة وأنا مرتاح البال. جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                

 فإن الجواب عن سؤالك يقتضي التنبيه على ما يلي:

1ـ لا يجب عليك الاستنجاء, ولا تبديل ثيابك بسبب ما تجده من رائحة الغائط، أو غيره؛ فإن الرائحة في حد ذاتها ليست نجسة, ولا يلزمك البحث, ولا التفتيش، قال شيخ الإسلام في شرح العمدة: كريح الدبر، فإنها طاهرة، واكتسابها ريح النجاسة لا يضر. انتهى.

2ـ إذا وجدت رطوبة, وشككت هل هي عرق أم غيره، فاعمل على طهارتها, ولا يجب غسلها، ولا تبديل ثيابك؛ فإن الأصل هو الطهارة، فيستصحب هذا الأصل حتى يحصل اليقين الجازم بخلاف ذلك، جاء في مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمينأيضا يعلل بأن الأصل بقاء ما كان على ما كان، فإذا شك في نجاسة طاهر، فهو طاهر، أو في طهارة نجس، فهو نجس؛ لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان. انتهى.

وقال ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: المشروع أن يبنى الأمر على الاستصحاب، فإن قام دليل على النجاسة، نجسناه، وإلا فلا يستحب أن يجتنب استعماله بمجرد احتمال النجاسة. انتهى.

3ـ إذا وجد الشخص بللا، وشك هل هو عرق أو شيء خارج من الدبر؟ فالأصل عدم خروج شيء من الدبر، ومن ثم؛ فإنه لا يلزمه الوضوء، ففي الحديث المتفق عليه: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يجد في الصلاة شيئا، أيقطع الصلاة؟ قال: لا، حتى يسمع صوتا، أو يجد ريحا

وأخيرا: نحذرك من الوسوسة؛ فإنها داء عضال، فعليك الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها.

والله أعلم.

الأصل طهارة بنطال الطفل ولو مبللا

الأصل طهارة بنطال الطفل ولو مبللا
رقم الفتوى: 298759

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 3-6-2015 م
 10565  0  124

السؤال

لمست بنطلون طفل صغير مبلل، ولكن لا أعلم هل هذا البلل ماء أم بول، مع أني لم أتأكد هل البلل ماء أم بول، ولم أحاول التأكد تيسيرا على نفسي.
هل تتنجس يدي بذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك؛ فحيث لم تعلم نجاسة بنطال الطفل؛ فالأصل الطهارة حتى لو شككت فيه، فحكمه الطهارة، ولا يلزمك منه شيء لا غسل يدك ولا غيرها، فليست كل رطوبة تصيب بدن الإنسان أو ثيابه نجسة، بل الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم على شيء منها بالنجاسة إلا بأمر محقق، كما بينا ذلك في الفتويين: 55751، 126670.

ولا يلزمك التفتيش عن مصدر البلل، وهذه قاعدة تذهب عنك كثيرا من العناء، وانظر الفتوى رقم: 124758.

والله أعلم.

Rabu, 27 September 2023

طلاق الكناية مع الشك في النية أو مع وجود الوسوسة

طلاق الكناية مع الشك في النية أو مع وجود الوسوسة

 10-02-2009
    

 السؤال 127627

إذا قلت كناية عن الطلاق وشكيت هل نويت أم لا فما الحكم فيها ؟ وأنا إنسان عندي مشكلة النسيان والوسواس أو الشك بشكل كبير ، فهل أعاتب في بعض ما أقول سواء صلاة أو طلاق أو أي عبادات أخرى ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

الطلاق نوعان : صريح وكناية ، فصريح الطلاق هو : لفظ الطلاق وما تصرّف منه ، كقوله : طالق وطلقتك .

والكناية كقوله : الحقي بأهلك ، أو لا أريدك ، أو لا حاجة لي فيك ، أو إن الله قد أراحك مني.

والنوع الأول (الصريح) يقع الطلاق به ولو لم ينوه .

وأما النوع الثاني وهي ألفاظ الكناية ، فلا يقع الطلاق بها عند الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلا مع وجود نية الطلاق ، أو وجود قرينة كحال الغضب والخصومة ، أو سؤال الزوجة للطلاق ، فيقع الطلاق حينئذ ولو لم ينوه . والأخذ بالقرينة هنا هو مذهب الحنفية والحنابلة .

ينظر : "الموسوعة الفقهية" (29/26).

ومن شك هل نوى الطلاق أم لا ، لم يقع عليه الطلاق ؛ لأن الأصل عدم الطلاق .

ثانيا :

من ابتلي بالوسوسة في أقواله أو اعتقاداته لم يؤاخذ بشيء من ذلك في الطلاق وغيره ، كمن يشك أنه طلق زوجته ، أو يظنه أنه إن تكلم بكلام معين أو فكر في شيء معين طلقت زوجته ، فإنها لا تطلق .

وينظر جواب السؤال رقم (62839) ورقم (83029) .والله أعلم .

هل يقع الطلاق بمجرد قول الدنيا فراق

هل يقع الطلاق بمجرد قول الدنيا فراق
رقم الفتوى: 155487

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 1-5-2011 م
 19165  0  527

السؤال

الشيوخ الأفاضل تحية طيبة وأعانكم الله: بالأمس كنت أفكر وقلت بلساني: الدنيا فراق، أو الدنيا مفارقة ـ وجاءت زوجتي في ذهني وأعلم أن هذا اللفظ من ألفاظ الطلاق وأنا عادة لو قلت أي لفظ كناية تأتي زوجتي في ذهني وبعده أشك هل نويت أم لا؟ وأنا بالفعل لا أريد مفارقتها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما تلفظت به من قولك: الدنيا فراق ـ لا تطلق به زوجتك ولو خطرت ببالك وقت تلفظك به، فلفظ الفراق سواء قلنا بأنه كناية في الطلاق، أو قلنا بأنه صريح فيه لا بد أن يسند إلى الزوجة كأن يقول الرجل لزوجته فارقتك أو نحو ذلك مما فيه إسناد الفراق للزوجة، فلا تتعب نفسك بمثل هذه الشكوك وهذه الأوهام، وراجع الفتويين رقم: 69271 ورقم: 149019.

والله أعلم.

مجرد التلفظ بكلمة (طالق) دون إسناد لا يقع

مجرد التلفظ بكلمة (طالق) دون إسناد لا يقع

  • تاريخ النشر:الخميس 16 شوال 1426 هـ - 17-11-2005 م
  • التقييم:
رقم الفتوى: 69271
20898 0 415

السؤال

قرأت يا شيخ في كتاب فقه السنة أن التلفظ بكلمة من ألفاظ الطلاق الصريح بدون أن يكون فيه إضافه للزوجة أو ضمير يعود عليها أنه يمنع وقوعه, كأن يقول رجل كلمة طالق فقط دون أن يقول أنت، هل هذا صحيح علما بأني سمعت هذا أيضا من شيخين أحسب أنهما من أهل السنة والجماعة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقول سيد سابق في فقه السنة: ويشترط في وقوع الطلاق الصريح: أن يكون لفظه مضافا إلى الزوجة، كأن يقول: زوجتي طالق، أو أنت طالق. انتهى، أي يشترط للفظ (طالق) ليكون صريحا أن يكون مضافا إلى الزوجة، قال: العلامة قليوبي في حاشيته على شرح جلال الدين المحلي فقال: قوله: (كطلقتك) فلا بد من إسناد اللفظ للمخاطب أو عينه أو ما يقوم مقامها. انتهى.

فلا بد من إسناد لفظ الطلاق إلى الزوجة إما بالإشارة أو المخاطبة كأنت طالق أو زوجتي طالق أو طلقتك أو أم أولادي طالق، ولم يكن له أولاد من غيرها وهكذا، أما مجرد التلفظ بكلمة (طالق) دون إسناد فليس صريحاً في الطلاق. والله أعلم.

هل لفظ الفراق من ألفاظ الطلاق الصريح أم الكناية

هل لفظ الفراق من ألفاظ الطلاق الصريح أم الكناية

  • تاريخ النشر:الثلاثاء 5 ربيع الأول 1432 هـ - 8-2-2011 م
  • التقييم:
رقم الفتوى: 149019
25080 0 352

السؤال

في لحظة غضب قال رجل لزوجته: هذا فراق بيني وبينك، وربنا يوفقك مع رجل يسعدك ـ ولم يكن يعني الطلاق أو الانفصال، فهل يعتبر هذا طلاقا؟ وهل طلاق بدون عودة؟ أم ماذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجمهور أهل العلم على أن لفظ الفراق من قبيل كناية الطلاق، فلا يقع به إلا بنية، وعند الشافعية وبعض الحنابلة هو من صريح الطلاق فيقع به ولا يحتاج لنية، جاء في الموسوعة الفقهية: وذهب الشافعية في المشهور, والخرقي من الحنابلة إلى أن لفظي: الفراق والسراح وما تصرف منهما من صريح الطلاق لورودهما بمعنى الطلاق في القرآن الكريم, فقد ورد لفظ الفراق في قوله تعالى: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا  {النساء:130}. وفي قوله: أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ {الطلاق : 2}.  

وورد لفظ السراح في آيات منها قوله تعالى: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ {البقرة:229}.  وقوله تعالى: وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ {البقرة:231}.

إلا أن الجمهور يرى أن لفظ الفراق ولفظ السراح ليس من صريح الطلاق، لأنهما يستعملان في غير الطلاق كثيرا, ومن ذلك قوله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا {آل عمران : 103}. ولذلك فهما من كنايات الطلاق. انتهى.

وراجع الفتوى رقم: 37121.

وعليه، فقول الزوج المذكور لزوجته: هذا فراق بيني وبينك ـ لا يقع به طلاق عند الجمهور إن كان لا ينويه به خلافا للشافعية وبعض الحنابلة، وعلى القول بوقوعه فهو طلاق رجعي وله مراجعتها قبل تمام عدتها إن لم يكن هذا الطلاق مكملا للثلاث، وما تحصل به الرجعة سبق بيانه في الفتوى رقم: 30719.

ولا أثر هنا لما ذكر من الغضب، لأن الرجل قد ذكر أنه لا يقصد الطلاق مما يدل على أنه يعي ما يقول، والغضب إنما يمنع وقوع الطلاق إن كان صاحبه لا يعي ما يقول لشدة غضبه، كما سبق في الفتوى رقم: 35727.

والله أعلم.