Sabtu, 19 Agustus 2023

كيف أتخلص من وسواس الكفر إلى الأبد؟

كيف أتخلص من وسواس الكفر إلى الأبد؟
رقم الإستشارة: 2142378

 87258  0  603

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أشكر لكم كل ما تقدمونه في خدمه الإسلام والمسلمين, وأسأل الله العلي القدير أن تكون أعمالكم خالصة لوجهه سبحانه, وأن يجعلها الله سبحانه في ميزان حسناتكم.

أنا أشكو من وسواس الكفر, بدأت معاناتي منه تقريبا في 5 من رمضان وإلى الآن وهو يلازمني, حتى أصبحت لدي حالة نفسية, المرض هذا يقل عندي أياما قليلة, ومن ثم يزداد, وهكذا.

ماذا تقدمون لي من نصيحة؟
وهل هي تدخل في تكفير الذنوب؟
وما هي أسباب المرض؟
وكيف العلاج والتخلص منه إلى الأبد؟

علما أني أحافظ على صلاتي, والحمد لله ربي وفقني بالقيام, وقراءة سورة البقرة يوميا تقريبا.

أفيدوني, جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريد رؤية الله في الجنة بكرة وعشية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فمرحبا بك - ابنتنا العزيزة - في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يدخلنا وإياك الجنة، وأن يجيرنا من النار.

نشكر لك - ابنتنا الكريمة - علو همتك، وحرصك على بلوغ المنازل العالية في جنة الله، ونسأله سبحانه وتعالى أن ييسر لنا ولك أسباب الوصول إلى تلك المقامات.

لا شك - أيتها البنت الكريمة - أن الله سبحانه وتعالى جعل أسبابا توصل إلى الجنة بإذنه ورحمته، فدخول الجنة مجرد فضل من الله تعالى ومنة، ولكن جعل سبحانه وتعالى له أسبابا، وخلاصة ذلك كله ما قاله النبي - صلى الله عليه وسلم - : (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى), فطاعة الله تعالى وطاعة رسوله مبلغة -بإذن الله تعالى - الجنة، فندعوك إلى الاستمساك بالأعمال الصالحة, والإكثار منها.

ومما لا ريب فيه ولا شك أن هذه الأعمال بعضها أفضل من بعض، فأداء الفرائض يقدم على النوافل، فحاولي أن تلزمي هذا الطريق الذي قال الله عنه في الحديث القدسي: (وما تقرب إلي عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه) فأدي الفرائض فعلا وتركا، أي افعلي ما أمر الله تعالى بفعله، واجتنبي ما نهى الله عز وجل عنه، ثم بعد ذلك أكثري من النوافل: كنوافل الصلوات, ونوافل الصيام, ونوافل الذكر، وهذه النوافل مدعاة لحب الله تعالى, وسبب للقرب منه، كما أخبرنا سبحانه في هذا الحديث.

وبعد هذا وقبله حسني ظنك بالله تعالى، وتعلقي بفضله ورحمته، فإن رحمته وسعت كل شيء، وهو سبحانه قد قال في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء), فحسني ظنك بالله أنه سيرحمك ويعافيك ويدخلك الجنة برحمته.

أما عن الوسوسة: فالوسواس - أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة - من شر الأدواء التي تفسد على الإنسان دينه ودنياه إذا هي سيطرت عليه، فننصحك إلى الأخذ بأسباب الشفاء من هذا الداء، ولا شفاء له - كما قرر ذلك علماؤنا – إلا بالإعراض عنه بالكلية، وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال لصاحب الوسواس والشكوك: (فليستعذ بالله ولينته).

فهذان أمران مهمان ينبغي أن تلازميهما:
الأول: الاستعاذة بالله، واللجوء إليه سبحانه ليصرف عنك شر الشيطان.
والثاني: الانتهاء, وترك الاسترسال مع هذه الوساوس، وذلك بأن تشغلي نفسك بأي شيء يصرفك عنها حين تداهمك تلك الوساوس, فانصرفي إلى الاشتغال بأمر دنياك أو بأمر دينك، وجاهدي نفسك على ذلك حتى يمن الله عز وجل عليك بدفع هذه الوساوس والشكوك.

ونحن نطمئنك - أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة - إلى أن هذه الوساوس والشكوك لن تؤثر على دينك وإيمانك، فكراهتك لها ونفورك منها دليل على إيمانك، فإن القلب المؤمن يتألم من هذه الشكوك والوساوس حيث ينفر منها، فوجود الضيق والألم بسببها دليل على وجود الإيمان، أما القلب الذي لا إيمان فيه فإنه لا يبالي بورودها عليه، ولا يتألم منها، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم – نفرة بعض الصحابة حين شكوا إليه ما يجدونه من وساوس، جعل نفورهم منها وكراهتهم لها دلالة على الإيمان، فقال لهم: (ذاك صريح الإيمان).

فاطمئني واهدئي بالا وانشرحي صدرا، واعلمي أن إيمانك ثابت بإذن الله تعالى، وأن هذه الوساوس لن تضرك، وأنك إن دمت على الأعمال الصالحة فإن الظن الكريم بالله تعالى أن يتوفاك على تلك الحال، فإن من عاش على شيء مات عليه.

نسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليك بحسن الخاتمة، وأن يدخلنا وإياك جنته ودار كرامته.

Kamis, 10 Agustus 2023

حكم من وجد غمصا في عينيه بعد الغسل

حكم من وجد غمصا في عينيه بعد الغسل
رقم الفتوى: 316504

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 9-12-2015 م
 51236  0  177

السؤال

عندما انتهيت من غسل الجنابة، وذهبت إلى الجامعة، وجدت في عيني أو حولها غمصا ـ وهو ما يوجد في العين بعد الاستيقاظ من النوم ـ فما حكم الغسل؟ وإذا وجدت شيئا في السروال وشككت هل هو مني أم غيره، فما حكمه؟.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالغمص الذي يوجد بالعين تتعين إزالته قبل الغسل, أو الوضوء, لكونه حائلا يمنع وصول الماء إلى البشرة, جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: قال الفقهاء: يغسل مع الوجه في الوضوء مآق العين ـ أي طرفها أو مؤخرها ـ فإن كان عليه ما يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب غسله كالرمص وجبت إزالته وغسل ما تحته. انتهى.

وقال الشيخ منصور سبط الطبلاوي في حاشيته على تحفة المحتاج: ويجب غسل موق العين قطعا، فإن كان عليه نحو رماص يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب وجب إزالته وغسل ما تحته. اهـ.

وانظر الفتوى رقم: 163867.

غير أن الحدث يضاف إلى آخر أوقاته لا إلى ما قبل ذلك، ففي مواهب الجليل في الفقه المالكي:... بل كل حائل حكمه كذلك، وإذا وجد بعد الوضوء وأمكن أن يكون طرأ بعد الوضوء، فإنه يحمل على أنه طرأ بعد الوضوء. انتهى.

وقال النووي في المجموع:... ولأن الاصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. اهـ.

وعليه، فإذا كان من المحتمل أن يكون الغمص المذكور قد حصل بعد الغسل, فغسلك صحيح, ولا يلزمك شيء, وراجع في ذلك الفتوى رقم: 137209.

كما أنه إذا كان مجرد وسوسة, فالغسل صحيح أيضا, وعليك أن تعرض عن الوساوس مستقبلا, فذلك علاج نافع لها وراجع الفتوى رقم: 3086.

وأما إن كنت متحققا أن الرمص المذكور كان موجودا قبل الغسل يقينا, فإن من أهل العلم من يرى أنه لابد من إعادة غسل ذلك الموضع مع إعادة الصلوات التي صليتها بهذا الغسل، وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى العفو عن كل حائل يسير، كما في الفتوى رقم: 124350.

وعلى هذا القول لا يكون عليك شيء حتى لو تحققت من وجود الغمص قبل الغسل.

وبخصوص ما وجدته على ثيابك بعد الاستيقاظ, فإن شككت هل هو مني, أم مذي, أو ودي مثلا, فأنت بالخيار, فإن شئت جعلته منيا, فتغتسل من الجنابة، وإن شئت جعلته مذيا, أو وديا, فتغسل النجاسة من الثوب, والبدن, ثم تتوضأ, وتصلي ومذهب التخيير هنا هو مذهب الشافعية, وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم: 181641.

والله أعلم.

وجد قذى بعينيه بعد الصلاة فما حكم وضوئه وصلاته

وجد قذى بعينيه بعد الصلاة فما حكم وضوئه وصلاته
رقم الفتوى: 111302

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 12-8-2008 م
 71235  0  662

السؤال

توضأت وصليت الصبح وبعد خروج الوقت وجدت قليلا من العمش في عيني، هل وضوئي وصلاتي مجزئان أم علي الإعادة؟

الإجابــة

 

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 فإذا كان ما وجدته من قذى في العين قليلا بحيث لا يمنع وصول الماء إلى البشرة فصلاتك صحيحة ولا إعادة عليك، وإن كان حجمه يمنع وصول الماء فلا يجزئ الوضوء مع وجوده، وبالتالى فتجب إعادة تلك الصلاة إلا إذا كان هذا القذى يحتمل أن يكون قد طرأ بعد الوضوء لطول الوقت مع إمرار اليد على محله عند غسل الوجه فصلاتك صحيحة، هذا مذهب جمهور أهل العلم.

 

 قال النووي في المجموع: أما مآقي العينين فيغسلان بلا خلاف, فإن كان عليهما قذى يمنع وصول الماء إلى المحل الواجب من الوجه وجب مسحه وغسل ما تحته وإلا فمسحهما مستحب. هكذا فصله الماوردي. انتهى.

وفى حاشية الدسوقي على شرح الدردير المالكي: يجب على المتوضئ في حال غسله وجهه إزالة ما بعينيه من القذى, فإن وجد شيئا من القذى بعينيه بعد وضوئه وأمكن حدوثه لطول الزمان حمل على الطريان حيث أمر يده على محله حين غسل وجهه. انتهى.

واختار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن الوسخ الذي يمنع وصول الماء معفو عنه إن كان يسيرا في أي موضع كان من البدن إلحاقا بالوسخ اليسير الذي يكون تحت الأظافر، وعلى هذا فإن كان ذلك القذى موجودا حال الوضوء فالصلاة صحيحة إن كان يسيرا، وهذا هو الظاهر.

والله أعلم.

Rabu, 09 Agustus 2023

لا يحكم على الثوب بالنجاسة بوجود نقطة صفراء مجهولة المصدر


رقم الفتوى: 240730

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 17-2-2014 م
 18302  0  151

السؤال

أرجو مساعدتي مع البول فأنا موسوسة، وأنا أرتدي فوطة الدورة الشهرية، وكان بها بول دائري قليل، وتحت الفوطة لون أصفر، ليست له رائحة البول، وأنا شاك هل هو بول أم لا؟ أم يكون من أثر الفوطة؟ وأخاف أن يكون بولا، فهل يجب علي الغسل؟ وغسل كل ما لمسته، وغسل فراشي أم لا؟ وهل ألتفت له أم لا؟ وكيف أتخلص منه؟ أرجو مساعدتي، وهل صحيح أني إذا شككت أظل طاهرة أم لا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فقد بينا في الفتوى رقم: 145997، وتوابعها أن من وجد بقعة صفراء في ثوبه، لم يعلم مصدرها، فالراجح استصحاب الأصل، وهو الطهارة.

وعليه؛ فلا شيء عليك في كل ما سبق، لا غسل الثوب، ولا الفراش، ولا غيرها.

ثم لو فرضنا نجاستها فقد بينا في الفتوى رقم: 128341، وتوابعها أنه عند الشك في انتقال النجاسة لا يحكم بانتقالها؛ لأن الأصل الطهارة.

ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك التواصل مع قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتوى رقم: 3086، والفتوى رقم: 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

حكم من أصابه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟


  • تاريخ النشر:الخميس 21 رجب 1442 هـ - 4-3-2021 م
  • التقييم:
رقم الفتوى: 436651
9490 0 0

السؤال

إذا أصابني براز أو بول طير، ولا أعلم نوع هذا الطير. هل مما يؤكل لحمه أم لا؟ فما حكم هذا البراز أو البول من حيث النجاسة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

  فقد بينا في الفتوى: 234073. حكم فضلات الطيور من حيث النجاسة والطهارة، لكن ما دمت لم تتيقن من أن البراز أو البول الذي أصابك من طير غير مأكول اللحم؛ فالأصل الطهارة، ولا يحكم بنجاسة شيء بمجرد الشك في نجاسته، إذ لا بد من اليقين الجازم أن هذا الذي أصابك نجس. 

قال المواق في التاج والإكليل على مختصر خليل في الفقه المالكي عند قول المؤلف: لا إن شك في نجاسة المصيب. قال الباجي: وإن أصاب ثوبه شيء لا يدري أطاهر هو أم نجس؟ فليس فيه نضح ولا غيره. انتهى.

ولمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى الفتاوى: 289117، 209881، 108853.

والله أعلم.

Selasa, 08 Agustus 2023

كلما نطقت الشهادة والاستغفار راودني الوسواس بعدم النطق

كلما نطقت الشهادة والاستغفار راودني الوسواس بعدم النطق
رقم الإستشارة: 2333465

 18362  0  214

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب بعمر 17 سنة، حينما أريد قول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أشعر أنني أنطق حرف الحاء بدلا من الهاء، أو أشعر بأنني لم أنطق الهاء في اسم الله، ولم أقل (لا)، فأعيدها كثيرا لهذه الأسباب.

عندما أريد أن أقول: استغفر الله أشعر أنني لم ألفظ الهاء، أو أنني نطقت الحاء بدلا من الهاء في اسم الله، وأنا على هذه الحالة منذ شهرين، وقد أرهقني هذا الأمر كثيرا، وقد حدث الأمر نفسه قبل أربع سنوات.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عواد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تنطق بالشهادة والاستغفار بشكل صحيح، غير أن الوسواس يتلاعب بك، وعلاج ذلك ألا تلتفت إلى وساوسه، ولا تصغ إليه، ولا تردد الكلام مرة تلو أخرى، بل اكتف به مرة واحدة، لأن الوسواس سينتقل بك من حرف إلى آخر، ومن عمل إلى عمل، حتى يسيطر عليك سيطرة كاملة.

حافظ على أذكار اليوم والليلة، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم كلما أتتك وساوسه، فإن الاستعاذة من أعظم ما يدفعها.

الوسوسة من كيد الشيطان، وكيده ضعيف كما قال تعالى: {إن كيد الشيطان كان ضعيفا}، فأبرز قوتك عليه من خلال قطع الإصغاء له ينخنس عنك -بإذن الله-، فإن ضعفك يكمن بطاعته في ترديد الكلام، فإن فعلت فقد انتصر عليك.

استعن بالله ولا تعجز، وتضرع بالدعاء بين يديه، وسله أن يصرف عنك كيد الشيطان ووساوسه، وتحين ساعات الإجابة، ولا تنقطع عن الدعاء، وأكثر من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه، إنه سميع مجيب.

دع الوساوس ولا تخرج من الصلاة بمجرد الشك في خروج الريح

دع الوساوس ولا تخرج من الصلاة بمجرد الشك في خروج الريح
رقم الفتوى: 135769

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 20-5-2010 م
 27636  0  355

السؤال

أعاني من وساوس خروج الريح. فما هي القاعدة التي أبني عليها حكمي؟ هل طالما أنه شك ﻷي سبب كان فأتجاهله سواء صاحبه صوت أو ﻻ -أم ينبغي أن أدقق هل صاحبه صوت أم ﻻ؟ حتى ﻻ أكون مخالفا لحديث الرسول (ص)- حيث بعد أن كان يشغلني خروج ريح أم ﻻ أصبحت أنشغل هل هذا صوت أم ﻻ؟ حيث إن هذا التفكير يشغلنى عن صلاتي. كثيرون يقولون تجاهله. ولكني أخشى أن أكون متهاونا في فرض الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أولا أن الوسوسة من شر الأمراض التي إذا تسلطت على العبد أفسدت دينه ودنياه، ومن ثم فالواجب عليك أن تعرض عن الوساوس فلا تلتفت إلى شيء منها حتى يعافيك الله تعالى من هذا الداء، واعلم أن مراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا. أي حتى يحصل له اليقين بخروج الريح، ولا يشترط سماع الصوت ووجدان الريح.

قال النووي: وقوله صلى الله عليه و سلم حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا معناه يعلم وجود أحدهما ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين. اهـ

 فلو شككت في سماع الصوت، أو شككت في كون هذا الصوت صوت ريح خرجت منك أو غير ذلك، فإن طهارتك لا تبطل؛ لأن اليقين هو بقاء الطهارة، وما دمت شاكا في حصول الحدث فإن اليقين لا يزول بمجرد الشك، فأولى بك ثم أولى أن تطرح هذه الوساوس وتعرض عن هذه الشكوك.

قال النووي في شرح الحديث المشار إليه: وهذا الحديث أصل من أصول الاسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه وهي أن الاشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث، وهي أن من تيقن الطهارة وشك في الحدث حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حصول هذا الشك في نفس الصلاة وحصوله خارج الصلاة. هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف. انتهى

 وعليه، فإن عليك أن تعرض عما يعرض لك من الوساوس وأن تستصحب الأصل وهو بقاء الطهارة حتى يحصل لك اليقين الجازم بخلاف ذلك.

والله أعلم.

نصائح للتخلص من وساوس الكفر

نصائح للتخلص من وساوس الكفر
رقم الفتوى: 70476

  • تاريخ النشر:الخميس 23 شوال 1389 هـ - 2-1-2006 م
 103526  0  534

السؤال

هل إذا كنت غاضبا من شيء وسوس لي الشيطان أن أتلفظ لفظا خارجا والحمد لله فمي مغلق، ولكن من الممكن أن يكون لساني قد تحرك بحرفين، ولكني لم أتكلم ولم أفتح فمي، فهل في ذلك شيء وفي الحقيقة أني لدي وسواس فيقول لي إنك كنت تريد أن تقول كلمة كفر عياذا بالله، وعلى ذلك فأنت كذا وزوجتك بالنسبة لك كذا، أنا أعرف أنها إن شاء الله وسوسة وعلى الرغم من أني سألت، ولكن ما زلت لا أعرف شيئا وغير مستقر، وإني أعرف أن ذلك نتيجة قراءتي للفتاوى المرتبطة بهذا الباب والوسواس، أفيدوني في حالتي لو سمحتم، وأرجو سرعة الرد لأن حالتي النفسية سيئة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

ففي الحديث المتفق عليه: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. قال ابن حجر في الفتح: قال الكرماني: قاس الخطأ والنسيان على الوسوسة (يعني الإمام البخاري) فكما أنها لا اعتبار لها عند عدم التوطن فكذا الناسي والمخطئ لا توطين لهما. انتهى.

وقال: قال الكرماني فيه أن الوجود الذهني لا أثر له وإنما الاعتبار بالوجود القولي في القوليات والعملي في العمليات. انتهى.

وعلى هذا تكون حركة لسانك بلا نطق، والوسوسة بأنك كنت تريد أن تنطق بكلمة كفر، ونحو ذلك مما لا عمل فيه للسان أو البدن ولم يتوطن قلبك عليه مما تجاوز الله عنه بنص الحديث السابق، وهو ما فهمه العلماء من الحديث.

والوساوس التي يجدها المسلم في صدره قد تكون ابتلاء من الله تعالى، فمدافعة هذه الخواطر والوساوس وكراهيتها دليل على قوة الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: وكثيرا ما تعرض للمؤمن شعبة من شعب النفاق ثم يتوب الله عليه، وقد يرد على قلبه بعض ما يوجب النفاق ويدفعه الله عنه، والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان وبوساوس الكفر التي يضيق بها صدره، كما قال الصحابة: يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لئن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: ذاك صريح الإيمان. وفي رواية: ما يتعاظم أن يتكلم به، قال: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة.

أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان، كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد، والصريح الخالص كاللبن الصريح، وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان صريحا، ولا بد لعامة الخلق من هذه الوساوس، فمن الناس من يجيبها فيصير كافرا ومنافقا، ومنهم من غمرت قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها إلا إذا طلب الدين، فإما أن يصير مؤمنا، وإما أن يصير منافقا. انتهى. 

وننصح لعلاج هذه الوساوس بما يلي:

1- الاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان.

2- الإكثار من ذكر الله فإنه سبب لإنشراح الصدر وطمأنينة النفس، قال الله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {الرعد:28}.

3- الإكثار من تلاوة القرآن.

4- ملازمة الصلاة في المسجد جماعة.

5- مرافقة الصالحين الذين يذكرون بالخير ويدلون عليه.

6- الإعراض عن هذه الخواطر ومدافعتها وعدم التفكير فيها.

7- المواظبة على أذكار الصباح والمساء لتحصن نفسك بها.

8- إدامة التفكر في مخلوقات الله العظيمة كالسماء وما فيها، فإن هذه المخلوقات تدل دلالة واضحة على خالقها، ثم عليك بمواصلة التوبة النصوح متى صدر منك ذنب، فإن الله تعالى يقبل توبة التائبين ويفرح لها، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 1909.

كما نوصيك بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال لأبي بن كعب لما قال له أجعل لك صلاتي كلها يا رسول الله، فقال: إذا تكفى همك ويغفر ذنبك. رواه الترمذي وغيره، ولا مانع من أن تعرض نفسك على من يوثق بدينه وورعه ومن العارفين بالرقية الشرعية، مع الحذر كل الحذر من كل دجال مشعوذ، وراجع أيضا الفتوى رقم: 16790، والفتوى رقم: 29559.

وأخيرا نسأل الله تعالى أن يفرج همك ويشرح صدرك ويمن عليك بالشفاء العاجل ويوفقك لما يحب ويرضى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 23914.

والله أعلم.